فريق ترمب الجديد والتوجهات المقبلة

5٬726
الشعب نيوز:-

 

 

زياد الرفاتي

بعد فوزه السريع بانتخابات الرئاسة الأميركية وبفارق واسع عن منافسته ودون الحاجة الى قضاء وقت طويل في عمليات الفرز كما كان يحدث في انتخابات سابقة وتمتد أسابيع ، بدأ الرئيس المنتخب باختيار وترشيح  فريقه الجديد واستكملها في ظرف 12 يوما بأسرع من سلفه  بايدن الذي مكث 40 يوما في الاختيار عندما انتخب رئيسا في عام 2020 .

 وكان معيار الاختيار  والترشيح لترمب هو الولاء  المطلق له  أكثر من الأنسب والالتزام بتنفيذ سياساته قبل الكفاءة  ، بعد أن استفاد من الدروس  والأشخاص ابان عهده السابق ما بين 2016 – 2020، ويحتاج الى موافقة الكونغرس    على التعيين ، ويطالب مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية باخضاع المرشحين للتحقيقات والمقابلات والاختبارات   من قبله . 

وتلك الترشيحات  ملامحها الأولية دعم متزايد لاسرائيل وتثير الجدل في الشارع الأميركي ، والعالم يترقب .

ومجلس الكونغرس موالي لترمب حيث يمتلك الجمهوريون أغليية في مجلسي النواب والشيوخ وان كانت ضئيلة     أقله لعامين  تسمح له بتمرير التمويل الحكومي ومفاوضات رفع  سقف الدين  الأميركي والمساعدات الخارجية .

 ومن أبرز االمرشحين للمناصب  ما يلي :-

  • كبيرة موظفي البيت الأبيض : أول أمرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ البلاد ، ورئيسة حملته الانتخابية ، ومعروفة بعلاقاتها القوية مع الحلفاء الجمهوريين .
  • وزير الخارجية : سيناتور في مجلس الشيوخ ومتخصص في القانون .
  • وزير الدفاع : عمل مذيعا في قناة فوكس نيوز ويصنف ضمن صقور الحرب .
  • وزير الخزانة : تعنى الوزارة بادارة الشؤون المالية للحكومة الفيدرالية  واصدار الديون لتمويل وسداد فواتير الحكومة وتحصيل الضرائب والرسوم والمبالغ المدفوعة للوزارة والمستحقة للبلاد  وصك العملة النقدية وطباعة العملة الورقية وادارة الحسابات الحكومية والدين العام  والاشراف على البنوك الوطنية ومؤسسات الادخار  وتطبيق قوانين الضرائب والتحقيق مع المتهربين من الضرائب والمزيفين والمزورين وملاحقتهم  وشرح السياسات الاقتصادية للشركات والمستثمرين العالميين وضمان تدفق الاستثمارات وخاصة الاستثمار في الديون

ويتبنى  الوزير المرشح سياسة ترمب في فرض التعرفة الجمركية على الواردات وخفض الانفاق وجعل الدولار عملة عالمية متطورة .

ولكن تواجهه تحديات تتمثل في الدفاع عن تخفيضات ضريبية كبيرة وتوقعات انفجار الديون والعجز ونزاعات متوقعة حول تخفيض قيمة العملة والمواجهة مع الفيدرالي حول سياساته تجاه أسعارالفائدة .

  • مدير وكالة انفاذ قوانين الهجرة والجمارك : جرى اختياره لادارة ملف الهجرة وتنفيذ سياسات ترمب بالترحيل للمهاجرين غير الشرعيين ، ويتبنى أراء متشددة في ملف الهجرة .
  • مستشار الأمن القومي : عضو في الكونغرس وضابط سابق ، ويعرف بمواقفه المتشددة حيال الصين وروسيا .
  • وزيرة الأمن الداخلي : حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية ولديها خبرة كبيرة في ادارة الأزمات .
  • مدير وكالة الاستخبارات المركزية : عمل مديرا للاستخبارات الوطنية في ادارة ترمب الأولى .
  • وزير الكفاءة الحكومية : وزارة جديدة ومنصب يستحدث لأول مرة ، تم اختيار مالك منصة اكس الملياردير ايلون ماسك ووصف بالوزير السوبر ، وقد بدأ بالتوظيف لوزارته والوظائف ستكون بدون أجر ولكنها ستساعد أميركا بشكل كبير حسب قوله .

يراهن ترمب على  ماسك التي تجمع  لغة المال  والاندماج بينهما والصدمة لانقاذ أميركا ، تفكيك  ما يصفها  باليروقراطية الحكومية وخفض اللوائح الزائدة والانفاق الحكومي وترشيق المصاريف الأميركية واعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية والتنظيم .

وقد وعد  ماسك  ترمب بعد ترشيحه أنه يستطيع انتزاع نحو تريليوني دولار من خفض الانفاق الحكومي وتشمل مليارا من الانفاق العسكري ، والمتبقي من الغاء الدعم الفيدرالي لمؤسسات التربية رغم الانتقادات حول التدهور في مستوى التعليم المدرسي ووصف الطلبة الأميركيين بأنهم الأقل ذكاء في العالم ، والقضاء     على الوظائف الفيدرالية الزائدة  ،  وأنه يمكن للادارة القادمة رفض انفاق بعض الأموال التي وافق عليها الكونغرس سابقا .

 وقد كان ترمب على خلاف مع ماسك منذ العام 2016 وحتى وقت قريب من فوزه ، و وصفت حفيدة ترمب ماسك بأنه يرتقي لمنصب ” العم ” .

  • المبعوث الخاص الى الشرق الأوسط : قدمه ترمب على أنه قائد يحظى باحترام كبير في مجال الأعمال الخيرية .
  • السفير الأميركي لدى اسرائيل : معروف بعلاقاته الجيدة مع القادة الاسرائيليين ، وقد صرح بعد ترشيحه بأن قرار فرض السيادة على الضفة الغربية يجب أن تتخذه اسرائيل  ولا أتوقع أن يدفع ترمب باتجاه حل الدولتين لأنه ” غير واقعي وغير عملي ” .

 

وتشير التقارير أن سياسات الضرائب والتعريفات الجمركية  المقترحة من الرئيس المنتخب ستؤدي الى زيادة التضخم  ،  ووفق  مسؤولي الفيدرالي فقد تسارع التضخم في الولايات المتحدة الى 2،6% في تشرين الأول المنصرم  على أساس سنوي  بفعل تضخم الخدمات المرتبط بالأجور وقوة سوق العمل  واستمرار النمو الاقتصادي وصمود الاقتصاد الأميركي  وأن التضخم في مساره الصحيح نحو  مستهدفه وواثقون من ذلك فيما عادت معدلات تضخم السلع الى المستهدف أما مؤشر قروض الاسكان الجديدة التي منحت بعد عمليتي الخفض الأخيرة  فيتطلب عامين حتى يظهر انعكاسه على التضخم .

وارتفع  معدل التضخم الأساسي الذي يستثني الغذاء والطاقة والكحول  الى 3،3% وللشهر الثالث على التوالي ، وتراجع احتمال خفض الفائدة الأميركية في اجتماع كانون الأول المقبل الى 42% .

 

وحسب توقعات غولدمان ساكس لمسار الفائدة الأميركية  بعد فوز ترمب ، فان السوق تقلل من تقدير     مدى خفض الفيدرالي لمعدلات الفائدة في عام 2025 والرسوم  الجمركية  التي سيفرضها ترمب على  السلع الصينية والأوروبية  ستؤدي لتباطؤ الاقتصاد بالبداية مما يعزز خفض الفائدة وستنخفض الى نطاق 3،25% – 3،5% بحلول  نهاية  العام المقبل ، مع حذر المستثمرين بشأن التأثير التضخمي المحتمل  الناجم عن سياسات ترمب .

ووفق ساكسو بنك ، فان الدولار هو العملة الأولى  والأقوى على مستوى العالم ، وارتفاعات الدولار         لا تزال تضغط على الذهب ، وتحركات أسعار النفط مرتبطة بتطورات الانتاج في الولايات المتحدة ومن الصعب أن تفقد أسعار النفط مستويات 70 دولارا للبرميل .

 

 وتصطدم وعود ترمب ومصير خططه الاقتصادية بواقع  الدين  الحكومي الضخم  الذي ينتظره وقد وصل  الى أعلى مستوياته ويتجاوز 36 تريليون دولار  وكلفة فوائده  المدفوعة 380 مليار دولار سنويا  ويصف ماسك الديون الحكومية ” بالمرعبة ”  ويعول  ترمب  على مرشح وزارة الخزانة لخفض الدين ، في حين أن  تلك الخطط قد تزيد الدين العام بنحو 7،5 تريليون دولار في العشر سنوات القادمة وتوقع وصول الفوائد الى  تريليون دولار سنويا .  

 

 واعتبر الاتحاد الأوروبي أن التحول الأميركي نحو الحمائية وقواعد الحماية التجارية الأميركية ستضر بواشنطن وأوروبا ، ونمو الاقتصاد الأوروبي يظل متواضعا ومعرضا لمخاطر سلبية وتتجه أوروبا  نحو تغيير سياسات الانفاق الدفاعي والاعتماد على أنفسهم الان  .

 

وفي جانب العلاقات مع الصين ، يتوقع المراقبون  تبني ترمب موقفا أكثر حزما من ادارة بايدن تجاه بكين

 فيما حذر الرئيس الصيني من عرقلة التعاون الاقتصادي حال تطبيق رسوم ترمب ، واستباقا لتبعات تنصيب ترمب  بدأت الصين بتعزيز علاقاتها مع أوروبا ، بينما أوصى بنك أوف أميركا بشراء أسهم الصين وأوروبا قبل التنصيب فيما أشار غولدمان ساكس أن حرب ترمب التجارية ستزيد  نزيف خسائر اليوان الصيني  .

 وقد بدأت الشركات الصينية والشركات العالمية المتعددة الجنسية المتواجدة في الصين بالتفكير للتحول    الى  فيتنام  المجاورة للصين وقد تصبح النمر الاسيوي القادم ، حيث تمتلك مزايا تنافسية من تيسير اللوائح التنظيمية والدولة الاقليمية الوحيدة الى جانب سنغافورة التي تمتلك اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي  والدولة السابعة عالميا  بتصدير السلع التكنولوجية الفائقة وتمثل 42% من الصادرات ولديها ثلاثة موانئ من بين 50 ميناء الأكثر ازدحاما في العالم  .

 

 وقد أحدثت عودة ترمب زلزالا في عالم العملات المشفرة ، وقد يتحول البيتكوين الى ذهب المستقبل بعد    أن شهدت ارتفاعا صاروخيا بوصولها  حافة 100 ألف دولار بعد أن هبط سعرها  قبل عامين بأكثر من 64% وشككت العديد من البنوك الاستثمارية في قدرتها على التعافي ، وتغيرت الأمور العام  االجاري   مسجلة أفضل الأصول أداء هذا العام  وحققت مستويات تاريخية جديدة  لأول مرة على الاطلاق  وصعد سعرها بأكثر من 100% محققة مكاسب بقيمة 900 مليار دولار منذ بداية العام الحالي وساهم  فوز ترمب في الانتخابات وانحيازه  لها  في دعم مكاسبها وهذا الفوز يعني المزيد  من المكاسب  وسيشعلها .

 وقاد ارتفاعها كثيرا من العملات المشفرة الأخرى  بخفض ترمب للقيود التنظيمية  على البيتكوين وبفضل التبني المؤسسي من خلال  المؤسسات والدول ، ويراهن بنك ستاندرد أند تشارترد  على وصول البيتكوين الى 200 ألف دولار  في 2025 وهو خيار محتمل  فيما تتوقع شركات استثمارية أميركية وصولها الى مليون دولار في 2030 .

 

 وقد تعهد ترمب بتحويل  أميركا لعاصمة للعملات المشفرة  وتجميع مخزون وطني من البيتكوين مع طرح نساؤلات حول واقعية خطط ترمب لانشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين وأطلق منصة خاصة به للعملات المشفرة ، ويبلغ  عدد الأميركيين الذين لديهم عملات مشفرة أو يتداولون بها  نحو 80 مليون أميركي ، أما عدد المستثمرين في البيتكوين حول العالم فيصل الى  560 مليون مستثمر حاليا فيما 17 مليارديرا  كونوا ثرواتهم من البيتكوين و36 ألف مليونير صنعوا ثرواتهم منها .

 

 وفي الملف النووي الايراني وحسب صحيفة فايننشال تايمز  الأميركية ، فان ادارة ترمب ستعتمد سياسة الضغط القصوى على طهران لدفعها الى الافلاس في أقرب وقت ممكن  وستعمل فور تسلمها السلطة على فرض عقوبات على صادرات النفط الايراني وللتخلي عن برنامجها النووي ووقف تمويل وكلائها في المنطقة العربية وتطوير أسلحتها النووية ، ويصوغ فريق ترمب أوامر تنفيذية ضد ايران قد تصدر باليوم الأول     من مباشرة مهامه الرئاسية وستكون العقوبات الأميركية القادمة ضد ايران أكثر شدة من العقوبات السابقة

 وأن شروط ترمب المتشددة قد تحول دون موافقة ايران على التفاوض .

 

 

 

قد يعجبك ايضا