الوعود الحكومية وكلام الجرايد..”حُط في الخُرُج”!

193
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

 متلازمتان؛ لم نتمكن من التخلص منهما برغم مرور سنين طوال، هما الوعود الحكومية، وكلام الجرايد.
تطورت الصحافة إلى أن أصبح الإعلام قائد التغيير في المجتمعات، إلا أن متلازمة “هذا كلام جرايد” لم تغادر عقول الكثيرين.
والوعود الحكومية، متلازمة أخرى لا يصدقها الناس، فإذا وعدت الحكومة، تأتي قناعة الناس عكسها تماما.
تقدم الحكومة، أية حكومة، برنامج عملها إلى مجلس النواب لتحصل على ثقة الشعب، ضمن مشروعات وأهداف محددة، وروزنامة زمنية محددة أيضا، لكن بعد أن تحصل على الثقة، التي تحصل عليها دائما، لا أحد يعود إلى ذلك البرنامج للمحاسبة على أساسه.
آخر التصريحات الحكومية بعد رؤية التحديث الاقتصادي تؤشر إلى حالة فريدة من الاستقرار والأمن وركزت على تحفيز القطاعات الحيوية وتخفيض المديونية. (ركزوا على تخفيض المديونية)!!.
الخطاب الحكومي يتوسع في إطلاق الوعود، أقلها “أن الحكومة حريصة على تقديم الدعم والمساعدة بكافة أشكالهما للمؤسسات الرقابية والمحاسبية، ودعم المؤسسات الاقتصادية الكبرى لمواصلة دورها في دعم الاقتصاد الوطني”.
أما الشيء غير المفهوم هو إطلاق الوعود من الحكومة الحالية والحكومات السابقة لإدارة شركة الخطوط الجوية المَلِكيَّة الأردنية ” بدعم الشركة ناقلًا وطنيًا وسفيرًا أساسيًا للأردن لدى دول العالم كافة.”
كم تمنيت أن أعرف ما هو الدعم الذي يمكن ان تقدمه الحكومة للمَلِكيَّة الغارقة في الديون، مثلما هي موازنة الدولة، غارقة أيضا وتستغيث؟.
فكرة الوعود وتقديم الدعم، هي الصفة الغالبة ضمن الخطاب الرسمي منذ سنوات طوال، ونسمع كثيرا من أشخاص ومؤسسات تلقوا وعودا حكومية ذهبت هواء منثورا.
يزور وزير البلديات (الادارة المحلية) إحدى المدن، فيستمع الى مطالب أهلها، فيبدأ بإطلاق الوعود، وهو والسامعون يعرفون أنها لن تتحقق.
يضع وزير الصحة حجر الأساس على صخرة صوان لمستشفى او مركز صحي، فيبقى حجر الصوان ويضيع حجر الأساس.
وزيرة الثقافة الدكتورة هيفاء النجار (أنشط وزراء الحكومة وأكثرهم تصريحات) تقول: “للأردن دائما دور استثنائي في حماية صوت الاعتدال”، ومع هذا لم تسلم من التنمر في فعالية إربد عاصمة الثقافة العربية.
طبعا، عن وزراء الاقتصاد والمال، حدث ولا حرج.
وعن كلام الجرايد أيضا حُط في الخُرُج….
الدايم الله….

قد يعجبك ايضا