نجلاء محفوظ تكتب: طوفان الأقصى في الإعلام الصهيوني
الشعب نيوز:-
عندما اجتاح طوفان الأقصى الصهاينة وزلزل كيانهم وحطم أسطورتهم المزعومة عن جيشهم الذي لا يقهر؛ تعرض إعلام الصهاينة لصدمة أفقدته – لبعض الوقت- جرأته السابقة في انتقاد الحكومات المتعاقبة، ثم خضع لفترة طويلة لرقابة الجيش الصهيوني الذي منع الإعلام التليفزيوني والصحافة والمواقع الإليكترونية من نشر حقائق وأعداد القتلى والمصابين في صفوف جيشه، ثم بدأت تتراخى قبضة الرقابة بعد تزايد الخسائر واكتشاف سذاجة الأهداف التي أعلنها نتنياهو بالقضاء التام على المقاومة، واسترداد الأسرى، وفرض واقع سياسي جديد على غزة، بل ومطالبة المقاومة بتسليم من قاموا بالهجوم غير المسبوق في السابع من أكتوبر، والمطالبة بنفي قادة حماس!!
تتدخل الرقابة العسكرية الصهيونية وتحظر وتمنع نشر أي تفاصيل حول عدد القتلى وتطلب من مواقع عبرية حذف ما نشرته أيضا، كما تسمح ببعض من النشر “للتنفيس” عن الغضب الداخلي المتزايد.
وكلما طالت فترة الحرب اتسعت مساحات هجوم الإعلام الصهيوني “والصرخات” الموجهة ضد قيادات الجيش والمخابرات الصهيونية التي ثبت فشلها الذريع في الاقتراب من معرفة القوة الحقيقية لفصائل المقاومة في غزة.
أكدت صحيفة معاريف أن حزب الله لا يزال ملتزمًا بإيقاف قوات الجيش الإسرائيلي حتى لا تتمكن من تركيز كل جهودها ضد حماس في غزة، وقام موقع “والا” بتوجيه انتقادات لاذعة لمنظومة الدفاع الجوي لإخفاقها في صد صواريخ حزب الله..
سخر الإعلام الصهيوني من الجنود الذين يدعون أنهم لم يحصلوا على استراحة تكفي لتحسين وضعهم النفسي والجسدي للعودة للقتال في غزة، ونشروا قول رئيس مجلس استيطاني: “حزب الله يبصق علينا ونظن أن المطر يهطل”، وقالت معاريف إن تعليق مجلس الحرب على إيجاد بديل مدني لحركة حماس في غزة كمن يعيش في عالم الخيال.
أما رئيس الموساد السابق داني ياتوم؛ فقال في وسائل صهيونية: “ُصدمت في 7 أكتوبر عندما وجدت أننا نحتاج حاملتي طائرات “لإنقاذ” إسرائيل ونحن نحارب “حفاة””.
ذكرت قناة كان العبرية أن نصر الله قال إن لديه قدرة صاروخية كبيرة ممكن أن تستهدف من كريات شمونة إلى إيلات؛ وهو لا يكذب، ونشر إعلام الصهاينة تقريرًا لمائة باحث وخبير صهيوني يؤكد أن الحرب ضد حزب الله ستكون أشد فتكًا من كل الحروب والثمن سيكون أكثر تدميرًا ودموية مما يتخيل أحد في إسرائيل.
نقلت صحيفة “معاريف” عن العضو في مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت قوله “من المستحيل إعادة المختطفين أحياء دون صفقة، وكل ما سوى ذلك كذب”، كما تحدثت صحيفة هآرتس عن المستوى الهائل من الكذب والتضليل لدى فريق الدفاع الصهيوني في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وقام إعلام عبري بتوثيق هروب جنود الاحتلال أمام المقاومة في بيت حانون.
كما أعلن المحلل العسكري للقناة 13 الصهيونية بكل “ثقة” أن المقاومة فقدت القدرة على إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، وأكد لقد تعطلت تماما آلتهم العسكرية، وبعد ساعة من كلامه قصفت المقاومة تل أبيب، ونقل إعلام الصهاينة عن رئيس منتدى بلدات خط المواجهة مع حزب الله: “أتوقع من مجلس الحرب إيجاد واقع لا نكون فيه كالبط في ميدان رماية حزب الله”، وذكر موقع واي نت العبري أنها الحرب الأكثر تكلفة والأهداف التي لم تتحقق.
أعلن إعلام الصهاينة أن منذ بداية الحرب زاد الطلب من المقاتلين على رحلات علاجية بنسبة 1000% ويوجد 7000 جندي ينتظرون دورهم بالإضافة للاحتياج المتزايد للمساعدات النفسية من الجنود والمستوطنيين، ونقلت يديعوت أحرونوت عن جندي شارك بالقتال في غزة قوله: “مررنا بالعديد من الفظائع والعديد من الاقتراب من الموت وأدركت أن هذا هو كل شيء؛ وسأموت”.
نشرت الصحف الصهيونية عن أهل أسرى قولهم: “على كل من يعترض على التسريع بصفقة الأسرى سنأخذ أبناءه أو زوجته أو جده وسنرسلهم إلى غزة ونستبدلهم برهائننا وسيعيشون في الأسر على ظروف أسرانا”.
أكد اللواء احتياط في جيش الاحتلال إسحاق بريك أن الجيش اليوم غير قادر على حماية إسرائيل وقادته يحملون على ظهورهم أكبر إخفاقات الصهيونية ولا يفهم ذلك، والفشل ليس حدثًا استثنائيًا؛ بل يتراكم منذ سنوات والموجودون اليوم على رأس الجهاز الأمني والعسكري الإسرائيلي مسؤولون عن الفشل ولا يستطيعون بناء جيش جديد لأن قدراتهم ضعيفة.
صرح رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست السابق بأن ما هدمه طوفان الأقصى يتعذر استعادته؛ فمعنى الإخفاق يتجاوز قتل الجنود ويصبح خلق إمكانية تغيير إستراتيجي إقليمي جوهره انهيار الردع الإسرائيلي في المنطقة وإعادة الخوف في إسرائيل من المحيطين بها.
وقال وزير الدفاع الصهيوني: “تلقينا ضربة قوية وما حدث ليس بالأمر الهين”، كما وصف بعض الإعلام الصهيوني نتنياهو بأنه كذاب وتزايدات السخرية منه على صفحته على تويتر.
وذكرت صحف صهيونية أن 80% من الإسرائيليين في الخارج لا ينوون العودة، وقطعت القناة 13 الصهيونية البث عن وزير الدفاع الصهيوني أثناء حديثه في مؤتمر صحفي وقال المذيع: “المؤتمرات الصحفية كثرت مؤخرًا دون معلومات جديدة”.
قال هاموس هارئيل المحرر العسكري لصحيفة هآرتس: “إن الخوف من القذائف تحول بعد 7 أكتوبر إلى خوف حقيقي من التسلل إلى البلدان الصغيرة في الضفة الغربية “المستوطنات” وعلى الحدود مع لبنان لأن هجوم الأقصى قوض كليًا الشعور بالأمان لدى الإسرائيليين”.