ناموا يا أحبة.. فشعوب أُمّتِكم العربية والإسلامية نائمون!

421
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي –

صورة لطفلين في غزة، نائمين في خيمة وسط مياه الأمطار التي غَمرتْهُما في الوحل، يجمع وجَعَهُما وألمَهُما غطاء مشترك، يُغمِضان أعيُنهما، مثل أي إنسان طبيعي نائم، حتى لا يشاهدان قبح أمتهما التي تركتهما في وحل غزة، وأمطارها ومربعانية الشتاء التي لا ترحم.

قد تكون الصورة فبركة واجتهادا وحرفية من مصورها (وهي بالتأكيد كذلك) لكنها تظهر ملامح الحياة في غزة بعد أيام العدوان الطوال التي حولت غزة إلى مكان لا يصلح للحياة البشرية.

الطفلان؛ نائمان يحلمان هل تم زرعهما في الأرض كي تنبت طفولة مقهورة، وتنبت أشبالا مقاومين، أم يحلمان أن أمتهما العربية ومن حولها الإسلامية سوف تبقيان صامتتين مغمضتين أعينهما وصامّتين آذانهما عما يجري لهما ولأهلهما في قطاع غزة المنكوب.

قبل أشهر أخرجوا من تحت الأنقاض أطفالا من غزة في صورة ليست مؤلمة كثيرا، لأن هؤلاء الأطفال ليس أكثر من نبات شيطاني خرج من باطن أرض غزة، بعد أن روي من مياه الأمطار….

الصورة غير طبيعية لأنها تُغيّر سُنة الخلق والولادة الطبيعية، فالأطفال يولدون من أرحام أمهاتهم، أما أطفال غزة فينبتون من الأرض…

اتركوهم تحت التراب، لا تكشفوا جذورهم الممتدة لآلاف السنين من الحضارة والزراعة، فهم ينبتون قرب شاطىء غزة ليكونوا الأقرب إلى رفح وخانيونس وجباليا والشجاعية والمواقع كلها التي تشهد مجازر يومية..

بالله عليكم يا أهالي غزة لا تسامحونا إذ خذلانكم وما فعله إخوانكم في العروبة وفي الدين وفي الإنسانية، ليست الأنظمة المتخاذلة وحدها، بل حتى الشعوب التي لم تفعل شيئا سوى الدعوات، والخروج إلى الشوارع ظهر أيام الجمعة بعد أن فاضت دماؤكم غزيرة عبر شاشات الفضائيات.

هكذا.. تتلظى غزة جوعًا كما تتلظى الكرامة العربية على أبواب التأريخ المعاصر.. فمن لغزة ينقذها ويجفّف دمعها، ومن للتأريخ يكتبه بقلم ذي خط مقروء.

غزة التي تهدي القبور كل يوم شهداء لم تركع ولن تركع لبطش الصهاينة المحتلين.

يا “غزة” لا تسامحينا

نحن الشعوب السافلة …

يا الله ما أقبحنا…

والدايم الله…

قد يعجبك ايضا